هل منع ترامب نتنياهو من ضرب المشروع النووي الإيراني؟ تحليل معمق

تظل مسألة ما إذا كان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قد منع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، بنيامين نتنياهو، من شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، موضع نقاش وتحليل مكثف. تتضارب الروايات والتصريحات حول هذه القضية الحساسة، مما يجعل من الصعب الوصول إلى استنتاج قاطع.
الروايات المتضاربة:
تفيد بعض المصادر بأن نتنياهو كان يخطط لشن هجوم عسكري على إيران خلال فترة رئاسة ترامب، لكن ترامب نفسه عارض هذه الخطوة. استند ترامب، وفقًا لهذه الروايات، إلى عدة عوامل، من بينها:
- مخاوف من التصعيد الإقليمي: خشية ترامب من أن يؤدي أي هجوم إسرائيلي إلى حرب إقليمية واسعة النطاق، قد تجر الولايات المتحدة إليها.
- التركيز على العقوبات: تفضيل ترامب استراتيجية "الضغط الأقصى" عبر العقوبات الاقتصادية، معتقداً أنها ستكون أكثر فعالية في كبح البرنامج النووي الإيراني.
- الاعتبارات السياسية الداخلية: ربما كانت لدى ترامب اعتبارات سياسية داخلية، مثل عدم الرغبة في الدخول في حرب جديدة قبل الانتخابات الرئاسية.
في المقابل، تنفي مصادر أخرى بشكل قاطع أن ترامب منع نتنياهو من أي شيء. يزعم هؤلاء أن إسرائيل كانت وما زالت تحتفظ بحقها في اتخاذ القرار السيادي بشأن كيفية التعامل مع التهديد النووي الإيراني، وأن عدم شن الهجوم يعود إلى حسابات إسرائيلية خاصة، وليس إلى تدخل أمريكي.
وجهة نظر إسرائيلية:
من وجهة النظر الإسرائيلية، يشكل البرنامج النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا. لطالما أكدت إسرائيل على حقها في الدفاع عن نفسها ضد أي تهديد، بما في ذلك التهديد النووي. ومع ذلك، فإن اتخاذ قرار بشن هجوم عسكري على إيران يحمل مخاطر جسيمة، بما في ذلك:
- رد فعل إيراني قوي: من المرجح أن ترد إيران بقوة على أي هجوم إسرائيلي، سواء عبر وكلائها في المنطقة (حزب الله، حماس، الحوثيون) أو عبر هجمات مباشرة على إسرائيل.
- تداعيات إقليمية ودولية: قد يؤدي الهجوم إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، وإلى إدانة دولية واسعة النطاق لإسرائيل.
- القدرات الدفاعية الإيرانية: تمتلك إيران قدرات دفاعية متطورة، بما في ذلك أنظمة صواريخ مضادة للطائرات، مما يجعل شن هجوم ناجح أمرًا صعبًا ومعقدًا.
الخلاصة:
على الرغم من صعوبة الجزم بما إذا كان ترامب قد منع نتنياهو فعليًا من ضرب المشروع النووي الإيراني، فمن الواضح أن القضية معقدة ومتعددة الأوجه. تتداخل فيها الاعتبارات السياسية والاستراتيجية والأمنية، وتتضارب الروايات والتصريحات. بغض النظر عن الحقيقة الكاملة، فإن هذه القضية تسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه إسرائيل والولايات المتحدة في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، وعلى المخاطر الجسيمة التي تنطوي عليها أي مواجهة عسكرية محتملة.
كلمات مفتاحية: ترامب، نتنياهو، إيران، البرنامج النووي الإيراني، إسرائيل، هجوم عسكري، عقوبات، تصعيد، حرب إقليمية، السياسة الأمريكية، السياسة الإسرائيلية، الشرق الأوسط، Dot Word News Online.